أقامت وزراة الثقافة والرياضة والشباب اليوم جلسة حوارية بعنوان التعددية الثقافية في عمان والانفتاح على الآخر في قاعة أحمد بن ماجد وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب. قدمها كلٌ من الباحث الدكتور سيف المعمري والباحث الدكتور زكريا المحرمي وأدار الحوار الأستاذ محمد الهنائي.

ركزت الجلسة على ثلاثة محاور وهي: مفهوم التعددية الثقافية، وإشكالاتها وتحدياتها والتعددية الثقافية في سلطنة عمان. ابتدأ فيها الأستاذ محمد الهنائي بأهمية الحوار لمعالجة القضايا الناتجة عن وجود هذا التعدد الثقافي. تكلم بعدها الدكتور زكريا عن الإشكاليات التي تحيط بمفهوم التعدد الثقافي، وتأثير هذا الفهوم سلبًا وإيجابًا في طمس الهويات الخاصة أو اندماج مكوناتها، وأوضح أن هذا المفهوم كان أول ظهور له كمصطلح في كندا ثم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001م. تطرق بعدها للتسامح الثقافي وأهميته في التغلب على النزاعات التي تنتجها الاختلافات، وأضاف أن الانسجام بين الهويات الخاصة المتعددة في المجتمع إنما هو أحد الركائز المهمة للمجتمعات القوية والتي تقوم السلطة بتنظيمها، كما وضح أن التعددية الدينية في سلطنة عمان ليست حديثة العهد وإنما كانت موجودة منذ القرن الثالث الهجري ولا زالت، وتطرق أخيرًا لمقولات وآراء بعض المستشرقين التي أوردوها عن المجتمع العماني أثناء زياراتهم.

استطرد الدكتور سيف حديثه بذكر نماذج عايشها للتعدية الثقافية في المجتمع البريطاني، ورغم وجود الكثير من الجاليات المختلفة وتعايشها إلا أن ذلك لم يمنع تمايزها واحتفاظها بهوياتها الخاصة. بيّن بعدها أن السلطة هي كلمة مفتاحية في موضوع التعددية غير أن الأهم منها هو المواطنة المتساوية والتي من خلالها يمكن ضمان حقوق الأقليات ومنحها الأمان بعدم انتزاع أي من حقوقها وضرب مثالًا على ذلك ما حدث في ألمانيا من تعاملها مع المهاجرين وكيف أدّى ذلك لاعتقاد ما يقارب 40 بالمائة من الألمان أن المهاجرين المسلمين خطرٌ على هويتهم، ثم تحدث عن أهمية التعليم ودوره في التأسيس لاندماج الثقافات المختلفة والتغلب على المشكلات التي قد تنتج من الصراعات التي يمكن أن يسببها هذا الإختلاف. كما أضاف أنه يمكن تصنيف التعددية الثقافية استنادًا لرؤى مختلفة: تاريخية أو دينية أو غيرها. وختم كلامه أنه بالرغم من تفرد التعددية الثقافية العمانية إلا أنها تشترك في نواحٍ عديدة مع المجتمع الخليجي.